Friday, May 14, 2010


رسالتي هذه إليكي....و أعتقد "وقد لا يكون يقيناً" إنها سوف تصلك بشكل ما

فمثلك هم من يعلمونا الحياة ...

صحيح إنه قد تم بتر عضو من جسدك بفعل المرض الذي داهمك بدون مقدمات....كما داهم العديد من المصريين في أيامنا المسرطنة هذه

إلا أني طوال قرأتي لكلماتك تأكدت أن مقابل هذا الجزء المبتور قد نبت لكي أجنحة أسطورية عظيمة الحجم ...جعلتك تشاهدين الكون و الحياة و الموت و السعادة و الألم والبهجة و الشقاء بمنظار يختلف عنا نحن السائرين على الأرض غياباً...تأخذنا الحياة بين راحتيها و نتوهم معها إننا أحياء و نحن لا نعرف مامعنى أن نكون أحياء ومامعنى أن تمر بنا الأوقات دون أن نتوقف لحظة لندرك ماهيتنا من تلك الأوقات التي تمر ...وهل نحن فعلا أحياء

سرت معك بين ردهات القبور الانتقالية البيضاء في بداية معرفتك بالمرض ودخلت معك غرف الاشعة و بين الوحوش الحديدية الخاصة بالرنين المغناطيسي وشعرت بطعم المرارة في حلقي جراء العلاج الكيماوي و أستمتعت معك بالوجبات الساخنة و أشعة الشمس الدافئة صباحاً التي تغمر أرضية الشقة و تذوقت معكي قهوة الصباح التي وصفتيها بقدرتها على إختزال مراحل كثيرة من الحلم بعالم آخر

سعدت لسعادتك مع أصدقائك الحقيقيين وتألمت لألمك من جفاء و غياب الأشقاء البيلوجيين أثناء وجودك في القبور الإنتقالية البيضاء لتلقي العلاج الأبشع من المرض نفسه على حد وصفك

أجنحتك الأسطورية العظيمة أتاحت لك رؤيتنا و رؤية الكون مجردا من كل أوراق التوت ...البشر بقسوتهم و إنسانيتهم المستتره ...العقل الذي أهناه دوما فقذف بنا إلى قاع العالم بين الدرك الأسفل من الجهل و الخرافة

قاتلتي الموت بجسد هزيل متعب و غير مكتمل الأعضاء"ألهما إلا الأجنحة الأسطورية العظيمة"...لم تقبلي أن يملي شروطه عليكي ...وكنت دوما أرى بين كلماتك نورانية وشفافية الملائكة و تمرد المقاتلين

تعطينا زهور و بهجة بيد و بالأخري تسددين الطعنات لذلك اللغز الأزلي الماكر

كنت قد احتجبتِ عن رؤيتنا المحدودة ....لكنك ستظلي دوما محلقه بكلماتك
و أجنحتك الأسطورية العظيمة

حقا أراكي رسوله للحياة

إلى روح الكاتبة الراحلة نعمات البحيري

التجربة الأليمة مع المرض مسجلة في كتاب يوميات امرأة مشعة ولتحميل الكتاب أضغط هنا

لزيارة مدونة إمرأة مشعّة

 
posted by Ahmed EL Berry at 3:08 AM 0 comments