Friday, January 12, 2007

على مدار أسبوع تقريبا منذ يوم الخميس الماضي حتى اليوم "الجمعة" و أنا أشعر بألم شديد في منطقة البطن أخذ معي شكلاً تدريجيا بداية من بعض التقلصات في المعدة،، كنت أظن إنها بسبب البرودة الشديدة و عودتي من العمل في أوقات متأخرة و البرودة التي لا تطاق في هذا الوقت

ثم تصاعد معي الألم في يوم الاثنين الماضي و في نهار ذلك اليوم أعلنت معدتي حالة الإضراب الكامل عن استقبال أو هضم أي نوع من الطعام و بدأت الحالة تظهر على صباح الثلاثاء ،،و طلب مني مديري في العمل الانصراف مبكرا لأنة على حد قولة

"مش عايزين حد يموتلنا هنا "قالها بابتسامة رقيقة و بطيبة قلب

وانصرفت يوم الثلاثاء باكرا من العمل ..عدت إلى المنزل و أنا في حالة سيئة و الإحساس بالبرودة الشديدة بسبب عدم تناول الطعام لا يفارقني و حاولت النوم ولم أستطع و لم يدخل جوفي سوى القليل من الماء ..في ليلتها لم أنم حتى الصباح و كان الإحساس بفقد الشهية للطعام و البرودة الشديدة يكاد لا يحتمل ..

و في يوم الأربعاء تكرر الموقف السابق و طلب مني مديري أن أترك العمل باكرا و أحاول أن أتدفئ جيدا و أتناول بعض الوجبات المغذية ..لم أستطع أن أخبرة أن هذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي لم أستطيع أن أتناول فيه الطعام ..وعدت للمنزل و الإحساس بالبرودة يكاد يقتلني..نمت و تدفأت جيدا ،،وفي المساء أعلنت أنني لن أترك ألام المعدة تنال مني ..وقررت أنني سوف أأكل مهما كانت المعاناة ،،وفعلا تناولت نصف قطعة من خبز الفينو و كوب من اللبن الدافئ شعرت معهم بالقليل من التحسن
و كنت في صباح ذلك اليوم الأربعاء قد كتبت مدونتي السابقة "رسالة إلى الله" و شعرت في المساء أن الله قد أطلع على الرسالة كاملة و قرر أن لا يردني خائباً مثلما أثق به

نمت ليلتها بشكل جيد و في صباح يوم الخميس قررت أنني لن أذهب للعمل..وسوف أحاول أن أتدفئ جيدا و أتناول وجبات ساخنة ولا أتعرض لأي تيارات باردة ،،و استيقظت باكرا كعادتي و وجدت الوالد و الوالدة مجتمعين على غير العادة و غير التوقيت في صالة المنزل

سألتهم: خير يا جماعة... هو في حاجة ؟؟

أجابتني والدتي

مرات أبويا تعيش أنت

طأطأت رأسي قائلا ..الله يرحمها

"وللعلم فهذه السيدة المتوفاة هي الزوجة الثالثة لوالد أمي "رحمة الله" و بوفاتها يكون جدي الراحل مرافق لزوجاته الثلاث حالياً.. و هذه السيدة لم أقابلها في حياتي سوى مرات معدودة على الرغم من إنها تسكن في مسقط رأس الأسرة بمحافظة سوهاج"

عدت للغرفة و أنا لا أستطيع تفسير التوقيت الذي حدثت فيه تلك الواقعة

فأنا لا أستطيع الوقوف على قدمي و أسير و ظهري منحني للأمام بفعل الإحساس كأن أحدهم يمسك معدتي من الداخل بقبضة يده الفولاذية ،،ولا أستطيع الرؤية أمامي لمسافة مترين ،،كيف إذن سوف أستطيع القيادة لمسافة 60 كيلو و هي المسافة بين منزلنا و منزل الأسرة في سوهاج ..و كيف سوف أستطيع المشاركة في الدفن و تلقي العزاء و أنا لا أستطيع حتى أن أصلب طولي

اتكلت على الله و أرتديت كم من الملابس تشبه ملابس الأسكيمو ،،و انطلقت مع الأسرة على الطريق ولم أكن أشعر سوي بصوت السيارات وهي تمر مسرعة بجواري على الطريق مطلقة صوت اختراق الهواء والصوت المميز لها "فووووووووووم فووووووم "

و عند وصولنا للقرية أخذت أصافح المتواجدين في واجب العزاء و أغلبهم يسألني عن سبب البرودة الشديدة التي يشعرون بها في يدي عند مصافحتي..ولم أجد تفسيرا لهم

ولجت إلى المسجد و كان جثمان السيدة الراحلة مسجى أمامي في إنتظار أن يصلوا علية بعد صلاة الظهر مباشرة

لفترة من الوقت جلست لأتطلع إلى الخشبة التي يوضع بداخلها الجسد و قد غطى الكفن بقطعة من القماش الأخضر مكتوب عليها آيات من القرآن

تذكرت وقتها صرخة الممثل عزت العلايلي في أحد أفلامي المفضلة " السقا مات" المقتبس عن رائعة يوسف السباعي التي تحمل نفس الأسم

كان وقتها السقا" عزت العلايلي" يصرخ لفراق شحاتة "فريد شوقي" و هو يقول بكل إتقان

(المــــوت جبـــان) تمنيت وقتها أن أقف في المسجد و أصرخ في الحاضرين بأن فعلا الموت جبان

ففي يوم الجمعة السابق كنت في زيارة أنا ووالدتي لهذه السيدة للسؤال عنها بعد تدهور حالتها الصحية وأخذت تحكي لنا كيف إنها كان بينها و بين الموت شبرين "على حد قولها" و لكن المرة دي عدت على خير "مثلما كانت تقول"

كنت أسمعها و أشفق عليها في نفس الوقت ...لأن بكلماتها تلك أدركت إنها لا تعلم ماهية الموت

ف الموت يسكن بمكر تام داخل كل منا ..وقد يباغته فجاءه و قد يحتضننا بشكل ناعم إلى أن يتملك منا ..كنت أتمنى أن أقول لها وقتها

يا سيدتي لا تقلقي ..طالما بداء الموت يداعبك ..فثقي أنك قريبا سوف تكونين في أحضانه

بالطبع لم أصارحها بتلك الكلمات،،و استأذنتهم وقتها للذهاب إلى مركز طهطا القريب من قريتنا الصغيرة ...و هناك زرت اثنان من أصدقائي المقربين

الأول زرته في بيته ....و الثاني زرته في قبره

الأول زميل دراسة منذ فترة طويلة و أعتز جدا بصداقته و أتمنى له السعادة و الصحة الدائمة

الثاني "الراحل" زميل عمل رحل فجاءه وهو في منتصف الثلاثين و تأثرت برحيله كثيرا

أثناء زيارة الزميل الثاني "الراحل" كنت أقف و كتفي ملاصق لزميل الدراسة و عيناي تتطلع إلى مرقد الزميل الراحل

شعرت في تلك الدقائق المعدودة إنني أمر بتجربة أكثر من رائعة،،فقط،، مع إعمال بعض العقل و بعض التفكير ...ففيها حقاً العديد من العظات و العبر التي قد لا يستخلصها الإنسان من تجارب العديد من السنين

فعندما كنت أقف على قبر صديقي الراحل و كتفي ملاصق لصديق الدراسة

شعرت وقتها إنني أقف على شفا عالمين متناقضين تماما ..عالم الحياة و عالم الموت

حقا حالة من السمو و الصفاء الذهني قليلا ما يمر بها المرء في حياته ،،،شعرت وقتها إنني أنظر للعالم من ارتفاع لا يقل عن 10000 كيلو متر على سبيل المثال

و من هذا الارتفاع شعرت بأنة كم تتضاءل المعضلات التي نظن إنها معضلات باستخدام القليل من التفكير و صفاء الذهن و الإيمان المطلق بالقضاء و القدر

أن الحياة في مجملها تعطينا دوما بعض المفردات التي لو أدركنا مدي عمقها...سنشعر حينها ببعض القوة و الإرادة اللازمة لمواجهة الحياة بكل أوقاتها السعيد و التعيسة

فطالما أن هناك أنفاس تذهب و تجيء ..هذا يعني إننا مازلنا نحيا

و طالما إننا مازلنا نحيا..فأن عقولنا مازالت أيضا تحيا بشكل سليم ،،،فقط تحتاج لبعض الصفاء وسعة الإدراك لتدرك جيدا طريقها

و طالما إننا مازلنا نفكر ..فأن قلوبنا مازالت تنبض بالحياة ...مع صفاء القلب من الكراهية و الغش و الخداع و الكذب و الرياء على من حولنا...فإننا نستطيع أن نحافظ على تلك القلوب لكي تكون شعلة تضيء للعقل طريقة في الحياة الدنيا إلى أن تضيء له طريقة في قبره
هكذا كنت أتعلم من صديقي الراحل فهو كان دوما ملتزما بما يؤمن به و هذا ما جعله في حالة فريدة من التصالح مع الذات أطمح أنا شخصيا إلى الوصول لقدر ضئيل منها

و أعتقد أيضا أن تصالحه مع ذاته جعلته يشعر براحة في القلب رافقته حتى أنفاسه الأخيرة

راودتني كل تلك الأفكار و الذكريات و أنا جالس أنظر إلى الجسد المسجى أمامي

و قلت لنفسي

ما أجمل أن يعيش الفرد منا حياته ببساطة..يستمتع بها بدون إيذاء الآخرين ..ينام كل ليله و قلبه خالي من الهموم ..يحافظ دوما على طلاء قلبه باللون الأخضر الجذاب "لون قطعة القماش المغطى بها الجسد أمامي" حتى يستطيع بشكل ما إدراك مواطن الجمال الموجودة في الدنيا من حوله ...

قام الحضور لأداء صلاة الظهر أعقبها صلاة الميت ،،و حمل الكفن إلى مثواه الأخير و في الطريق إلى المقابر أجهش بعض أقارب المتوفاة بالبكاء ،،ألتقطت أذني وقتها كلمات شخص يجلس بجوار حائط أحد المنازل ،،حافي القدمين ويرتدي ثياب رثة تماما و لحيته كثة الشعر ويبدوا من مظهرة أنة مخاصم للماء منذ فترة طويلة

قال هذا الشخص بلكنة سوهاجية مميزة وهو ينظر اللي المشيعين الذين غلبتهم دموعهم

عا تعيطو علاا أةة يا عبايط ...ما هو كلكم أموات بتودعوا أموات

عدت في مساء نفس اليوم إلى مكان إقامتي و توجهت لمقابلة أصدقائي مباشرة، و تجمعنا كلنا في مكاننا المفضل و تناولت معهم "بصعوبة" وجبتي المفضلة ،وتبادلنا جميعا الضحكات التي تبث السعادة في أرواحنا

و هكذا تمضي بنا الحياة ...نبحث دوما عن أوقات للسعادة،،، نطرد بها من حياتنا إننا

أموات نودع أموات

تحياتي

أحمد البري

يوم الجمعة 12/1/2007

ملحوظة هامة

"يظن بعض من يتابع ما أكتبة،،أنني شخص لدي قدر من المثالية،
وهذا ليس صحيح تماما ،،فأنا لا أخجل من الاعتراف بأنني في فترات مبكرة من حياتي ..عشت أوقات عديدة من المجون و اللهو و الاستمتاع بالحياة بدون أي قيود،،كنت دوما أبحث عن معنى للسعادة ..التي بدأت تتضح بعض الشيء في المرحلة الحالية...

أن جزء ضئيل من السعادة يعني _التصالح مع الذات_ و كل شخص يتصالح مع ذاته بالطريقة التي تعجبه و يقتنع بها شخصيا_انتهت الملحوظة_"

 
posted by Ahmed EL Berry at 10:37 PM 5 comments
Wednesday, January 10, 2007


صباح الخير يا الله

كيف حالك اليوم ؟؟

بداية

أحب أن أقدم لك نفسي

أنا يا الله أحد صنيعتك

من أبناء آدم

مازلت حتى الآن من أهل الدنيا

ولو تسمح لي

أحب أيضاً أن أخبرك عن والدي

فلقد أنشأني والدي

على أن

الرجولة لا تعني أن

يكتب للمرء في شهادة ميلاده

بجوار خانة النوع أنه ذكر

ولكن الرجولة هي صفات قبل أن تكون نوع

و على رأسها

الإخلاص و تحمل المسئولية و القدرة على تخطي الصعاب

الإخلاص يا الله هو الصدق

وصدقني أنا لا ألتزم سوى به

وتحمل المسئولية لا يحتاج إلى توضيح

فهل أذنبت يا الله أنني

لا أنطق أبدا عما يجول بخاطري

سوى و أنا أدرك تمام الإدراك قدرتي

على تحمل المسئولية كاملة ،،،

و بكل ما تعنيه الكلمة من معنى

أتمنى أن تجيبني ...هل هذا ذنب ؟؟؟

و بالنسبة للقدرة على تخطي الصعاب

فأنت تعلم جيداً

أن الصعاب لها مكان واحد في حياتي

وهو

أسفل حذائي مباشرة

وعاهدت نفسي ،،و عاهدت والدي

أنني

لن أسمح أبداً

أثناء وجودي إلى مماتي

أن أترك أحداث ما ....مهما كانت

أن تدفعني إلى أن أطلق عليها لفظ "صعاب"

هذا ما تعاهدت علية

عهدي هو في رقبتي

لا ينفك ....إلا و أنا تحت التراب

أعذرني على الإطالة يا الله

فأنا أعلم أن لديك العديد و العديد من تلك الرسائل

و قبل أن أنهي رسالتي

فأنا لدى رجاءين أرجوا أن تمنحني إياهم

و أثق تماما إنك لن تردني خائباً

يا الله

أرجوك

أن تمنحني

سكينة القلب ،،،،و طمأنينة الروح

شكرا لك.

 
posted by Ahmed EL Berry at 3:59 PM 11 comments
Saturday, January 6, 2007

منذ فترة ليست قصيرة بدأت في ممارسة ما يسمى مجازاً بلعبة "الاستفهام" وأدوات هذه اللعبة تتلخص فى ورقة بيضاء رسمت عليها علامة إستفهام_؟_ بمساحة الورقة ثم وضعت قدماى على النقطة أسفل علامة الإستفهام ونقلت كل مايدور حولى على علامة الاستفهام_؟_ التي أقف أسفلها وهنا بدأت أنظر للعالم و كل ما يدور حولي على أساس أنة علامة استفهام كبرى دائما أحاول فهم طلاسمها أو على الأقل أحاول فهم ما تعنيه تلك العلامة و مع الوقت اكتشفت أنني لا أمارس تلك اللعبة وحدي و لكن يشاركني فيها العديد من البشر الذين تركوا خلفهم تراثا من الأفكار أو على طريقة اللعبة تركوا خلفهم تفسيرات لما يدور حولهم و لم يرتضوا لأنفسهم التعايش مع ثقافة القطيع يقبلون ما يلقى إليهم من أفكار أو مسلمات،، و لأول مرة في حياتي أشعر بمتعة اكتشاف الأشياء من حولي و أشعر أيضا بمتعة استخدام العقل في فهم أو محاولة الفهم ،،،
كل هذا و أنا أقف على النقطة أسفل علامة الاستفهام .
 
posted by Ahmed EL Berry at 2:32 AM 6 comments