
بسبب أحد الفاسدين، ممن يطلق عليهم كلمة رجل أعمال..عضو في مجلس الشعب ،و أحد أعضاء الحزب الوثني المصري
و بسبب الإهمال الذي ضرب بجذوره في عمق هذا الوطن
و بسبب نظام أصابته الشيخوخة مثلما أصابت من هو على رأسه
تجمعت كل تلك الأسباب و تجليت واضحة في جريمة كانت أداتها أكياس دم مستوردة غير صالحة للاستخدام و تسببت تلك الأكياس في فساد العديد من عينات الدماء المعدة للتبرع و بالتالي تم إعدام تلك الأكياس و التخلص من الدماء المعبئة داخلها و هذا غير العديد من المرضى الذين أصيبوا بمضاعفات سلبية نتيجة نقل الدماء الملوثة إليهم
هذه الجريمة تسببت في أزمة حادة جدا في أكياس الدماء داخل العديد من المستشفيات المصرية و أكثر من عانى في هذه الأزمة هم الفقراء "كالعادة"
و نتج أيضا عن تلك الجريمة ما يلي
حدث إحجام و قلة عدد المتبرعين بالدماء و الذين يشكلون المصدر الأساسي لمصادر الدماء المستخدمة لعلاج المرضى و المصابين و ذلك بسبب تخوفهم من استمرار وجود أكياس دم فاسدة تستخدم في قوافل التبرع و المستشفيات وللعلم فإن هذه الأكياس تسبب أزمات مرضية لكل من المتبرع و المريض على السواء
تم استيراد أكياس دماء للقادرين من سنغافورة و تايوان بسعر 300 جنية مصري للنصف لتر "سعة كيس واحد"
لكن النتيجة الأسوأ هي وجود الآلاف بل و الملايين في حاجة ماسة إلى الدماء التي تمثل لهم حياة جديدة...و هناك أيضا أحباء لهم بأعداد مضاعفة يشاهدونهم و هم يفارقون الحياة بشكل تدريجي بسبب نقص الدماء اللازمة لشفائهم أو على الأقل لتخفيف الآلام المبرحة التي يعاني منها هؤلاء المرضى
،وقد يظن البعض أنني أبالغ في الأزمة الحادة التي يعاني منها هؤلاء المرضى
ولكن لا أتمنى لأحد منكم أن يشاهد إنسان يحتاج لنقل دماء..أقل ما يوصف به هذا الموقف هو انه مأساة بالصوت و الصورة و لا أحتاج إلى سرد حالات شاهدتها شخصيا كانوا يتمنون الموت "شافاكم الله" بسبب عدم وجود كميات الدماء الكافية لهم
ليس كل الأشخاص لديهم القدرة الصحية على التبرع بالدماء و لكن كل الأشخاص لديهم أصدقاء و معارف لديهم القدرة على التبرع بالدماء ،فلا أطلب منكم سوى التحريض على فعل شيء له أهمية بالغة ويكفي أن يشعر المرء بأنه بتبرعه بكمية من دمائه لا تزيد عن نصف لتر قد وهب الحياة لشخص أخر في حاجة ماسة إلى هذا الدماء أو على الأقل ساهم في تخفيف ألام مبرحة يعاني منها هذا المريض
أتمنى لكم و لكل أحبائكم وافر الصحة و السعادة
ولكن هل نجد من يقدم لنا يد المساعدة في حال احتياجنا إليها ...
ونحن نتردد في مساعدة الآخرين !!
كل الأماني الطيبة
أحمد البري